كيف ينظر الإسلام إلى الزواج؟
يعتبر الإسلام الزواج أمراً يختص بالزوجين ولا يلحق لأحد التدخل فيه، ما عدا الأب في الفتاة البكر، حيث يخشى عليها من التسرع في اختيار الزوج أو الانخداع، ولا أظن أن باستطاعة أحد أن يدعي أن الآية فتاة استطاعت أن تختار اختياراً جيداً في أول حياتها.
إلا أن الإسلام يشدد على قدسية الارتباط بين الرجل والمرأة، لذلك يشترط في هذا الارتباط وجود (العقد) (والمهر)، بصفته رمزاً في ذلك.
ولعل الإسلام هو الدين الوحيد، وحتى القانون الوحيد الذي أعطى المرأة هذه الحرية في مسألة الزواج، حيث جعلها علاقة خاصة تقوم على اتفاق خاص دون توسط من جانب أحد.
ونلاحظ هنا أن الإيجاب، في هذا العقد يأتي من قبل المرأة، أي تعطى لها أولاً حرية الاختيار، ثم تعطى للرجل…
وكل الضوابط التي يراها الإسلام ضرورية للزواج إنما هي الضوابط الإنسانية. فنحن نختلف عن الحيوانات ولا بد أن تختلف عادتنا، وتقاليدنا، وطريقتنا أيضاً. وإلا فأي فرق؟
فعندما نقول لا بد من (عقد)، حتى لا تتحول مجتمعاتنا إلى مواخير، ولا تتحول العلاقة الجنسية المقدسة إلى علاقات شطط، ولذة سافلة. مثل الحيوانات.
إن الجنس، لا بد أن يشبع، ومن حق كل إنسان أن يحصل عليه، كما من حقه أن يحصل على الطعام والماء، ولكن هل بلا ضوابط؟
طبعاً.. لا بد من ذلك.
تماماً كما أن هنالك ضوابط إنسانية للأكل، والشرب.
إن كل إنسان لا بد أن يشبع من الطعام، ولكن هل يجوز أن نقدم له الطعام في مزبلة؟
وإن الظمآن لا بد أن يرتوي، ولكن هل نجبره على أن ينبطح على أرض الشارع ليشرب من مستنقع ماء وسخ…
إن الإسلام يقول في الجنس، ما تقوله إنسانية الإنسان في إشباع كل الحاجات الجسدية.